عن أبي صالح قال: جاء جبريل إلى النبي - ﷺ - وهو جالس حزين فقال: ما يحزنك؟ فقال: «كذبني هؤلاء». فقال له جبريل: إنهم لا يكذبونك، إنهم ليعلمون أنك صادق، ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون. وعن ناجية بن كعب أن أبا جهل قال للنبي - ﷺ -: إنا لا نكذبك، ولكن نكذب الذي جئت به، فأنزل الله تعالى: ﴿فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللهِ يَجْحَدُونَ﴾.
وعن قتادة: قوله: ﴿وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ﴾ يعزّي نبيه - ﷺ - كما تسمعون، ويخبره أن الرسل قد كُذبت قبله، فصبروا على ما كُذبوا حتى حكم الله وهو خير الحاكمين.
وعن ابن عباس: قوله: ﴿وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي السَّمَاء﴾ والنفق: السرب، فتذهب فيه ﴿فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ﴾ أو تجعل لك سلّمًا فتصعد عليه ﴿فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ﴾ أفضل مما أتيناهم فافعل، ﴿وَلَوْ شَاء اللهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ﴾، يقول الله سبحانه: لو شئت لجمعتهم على الهدى أجمعين. وعن مجاهد: ﴿إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ﴾ المؤمنون للذكر،... ﴿وَالْمَوْتَى﴾ الكفار حين ﴿يَبْعَثُهُمُ اللهُ﴾ مع الموتى. وقال قتادة: هذا مثل المؤمن، سمع كتاب الله فانتفع به وأخذ به وعقله، ومثل الكافر أصمّ أبكم لا يبصر هذا ولا ينتفع به.
وقوله تعالى: ﴿وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ اللهَ قَادِرٌ عَلَى أَن يُنَزِّلٍ آيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ﴾، يقول تعالى: ﴿وَقَالُواْ﴾، يعني: كفار قريش ﴿لَوْلاَ﴾ هلا أنزل عليه، ﴿آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ﴾ كتفجير الأنهار له، وإنزال الملائكة معه، وإلقاء


الصفحة التالية
Icon