أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (٥٤) وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ (٥٥) }.
عن قتادة في قوله: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ﴾. قال الأعمى: الكافر الذي قد عمي عن حق الله، وأمره، ونعمه عليه. والبصير: العبد المؤمن الذي أبصر بصرًا نافعًا فوحّد الله وحده، وعمل بطاعة ربه، وانتفع بما آتاه الله.
وقوله تعالى: ﴿وَأَنذِرْ بِهِ﴾، أي: القرآن: ﴿الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ﴾، أي: يخافون هول يوم الحشر، كما قال تعالى:... ﴿وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ﴾. ﴿لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ﴾ يشفع لهم بغير إذنه ﴿لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾ فيتركون معاصيه، ويفعلون ما أمرهم. وعن ابن مسعود قال: مرّ الملأ من قريش بالنبي - ﷺ - وعنده صهيب، وعمار، وبلال، وخباب، ونحوهم من ضعفاء المسلمين، فقالوا: يا محمد رضيت بهؤلاء من قومك، أهؤلاء الذين منّ الله عليهم من
بيننا، أنحن نكون تبعًا لهؤلاء؟ اطردهم عنك فلعلّّك إن طردتهم أن نتبعك، فنزلت هذه الآية ﴿وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ﴾ ﴿وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُم بِبَعْضٍ﴾ إلى آخر الآية.
وعن مجاهد في قول الله: ﴿الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ﴾. قال: الصلاة المكتوبة. وقال إبراهيم: هم أهل الذكر. وقال أبو جعفر: كان يقرئهم القرآن. وعن ماهان: أن قومًا جاءوا إلى النبي - ﷺ -[فقالوا: يا محمد أصبنا ذنوبًا عظامًا، فما أخاله ردَّ عليهم شيئًا، فانصرفوا]، فأنزل الله هذه الآية: {وَإِذَا جَاءكَ الَّذِينَ