له: لم أكلت من الشجرة التي نهيتك عنها؟ قال: حواء أمرتني. قال: فإني قد أعقبتها أن لا تحمل إلا كرهًا ولا تضع إلا كرهًا، فرنّت حواء عند ذلك فقيل لها: الرنة عليك وعلى ولدك.
وعن الضحاك في قوله: ﴿رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾، قال: هي الكلمات التي تلقّاها آدم من ربه. وعن قتادة قال: قال آدم عليه السلام: يا رب أرأيت إن تبت واستغفرتك. قال: إذًا أدخلك الجنة. وأما إبليس فلم يسأله التوبة، وسأل النظرة فأعطي كل واحد منهما ما سأل.
قوله عز وجل: ﴿قَالَ اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (٢٤) قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ (٢٥) ﴾.
عن السدي: ﴿اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ﴾، قال: اهبطوا إلى الأرض: آدم وحواء، إبليس والحية.
قال ابن كثير: والعمدة في العداوة: آدم، وإبليس. ولهذا قال تعالى في سورة طه ﴿اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً﴾ وحواء تبع لآدم، والحية إن كان ذكرها صحيحًا فهي تبع لإِبليس.
وعن أبي العالية في قوله: ﴿وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ﴾، قال: هو قوله: ﴿الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً﴾. وقال ابن عباس: القبور.... ﴿وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ﴾ إلى يوم القيامة، وإلى انقطاع الدنيا. والله المستعان.
* * *