عن قتادة: قوله: ﴿وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِم بِآيَةٍ قَالُواْ لَوْلاَ اجْتَبَيْتَهَا﴾، أي: لولا آتيتنا بها من قِبَل نفسك، هذا قول كفار قريش. وعن ابن عباس: قوله: ﴿لَوْلاَ اجْتَبَيْتَهَا﴾، يقول: لولا تلقّيتها، وقال مرة أخرى: لولا أحدثتها بإنشائها.
وقال البغوي: قال الكلبي: كان أهل مكة يسألون النبي - ﷺ - الآيات تعنّتًا، فإذا أخّرت قالوا: ﴿لَوْلاَ اجْتَبَيْتَهَا﴾، أي: هلا أحدثتها وأنشأتها من عندك ﴿قُلْ﴾ لهم يا محمد: ﴿إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يِوحَى إِلَيَّ مِن رَّبِّي﴾.
وقوله تعالى: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ يأمر تعالى بالإِنصات عند تلاوة القرآن إعظامًا له واحترامًا، ويتأكد ذلك في الصلاة كما وردت به الأحاديث.
وقوله تعالى: ﴿وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ﴾ عن عبيد بن عمير قال:
يقول الله: (إذا ذكرني عبدي في نفسه ذكرته في نفسي، وإذا ذكرني عبدي وحده ذكرته وحدي، وإذا ذكرني في ملأ ذكرته في أحسن منهم وأكرم). ﴿إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ﴾، يعني: الملائكة، ﴿لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ﴾. والله أعلم.
* * *