قوله عز وجل: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (١) ﴾.
قال مجاهد: الأنفال: الغنائم. وقال ابن عباس: نزلت في بدر. وعن عبادة بن الصامت قال: (خرجنا مع رسول الله - ﷺ - فشهدت معه بدرًا، فالتقى الناس فهزم الله تعالى العدو، فانطلقت طائفة في آثارهم يهزمون ويقتلون، وأقبلت طائفة على العسكر يحوزونه ويجمعونه، وأحدقت طائفة برسول الله - ﷺ -، لا يصيب العدو منه غرّة، حتى إذا كان الليل وفاء الناس بعضهم إلى بعض، قال الذين جمعوا الغنائم: نحن حويناها فليس لأحد فيها نصيب، وقال الذين خرجوا في طلب العدو: لستم بأحق بها منا، نحن منعنا عنها العدو وهزمناهم، وقال الذين أحدقوا برسول الله - ﷺ -: خفنا أن يصيب العدو منه غرّة فاشتغلنا به فنزلت: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ﴾ فقسمها رسول الله - ﷺ - بين المسلمين وكان رسول الله - ﷺ - إذا أغار في أرض العدو نفل الربع، فإذا أقبل راجعًا نفل الثلث، وكان يكره الأنفال). رواه أحمد وغيره.
وعن عكرمة قال: لما كان يوم بدر قال النبي - ﷺ -: «من صنع كذا فله من النفل كذا»، فخرج شبان الرجال فجعلوا يصنعونه، فلما كان عند القسمة قال الشيوخ: نحن أصحاب الرايات وقد كنا ردءًا لكم، فأنزل الله
في ذلك: {قُلِ


الصفحة التالية
Icon