بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١٠٠) }.
عن إبراهيم قال: جلس أعرابي إلى زيد بن صوحان وهو يحدّث أصحابه، وكانت يده قد أصيبت يوم نهاوند فقال: إن حديثك ليعجبني، وإن يدك لتريبني، فقال زيد: وما يريبك من يدي؟ إنها الشمال، فقال الأعرابي: والله ما أدري اليمين تقطعون أم الشمال. فقال زيد بن صوحان: صدق الله: ﴿الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ﴾. قال ابن جرير: يقول: وأخلق أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله. وقال قتادة: هم أقلّ علمًا بالسنن.
وقوله تعالى: ﴿وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَماً﴾، قال عطاء: لا يرجو على إعطائه ثوابًا، ولا يخاف على إمساكه عقابًا، إنما ينفق خوفًا ورياء ﴿وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ السَّوْءِ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ اللهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ﴾. قال قتادة: دعاء الرسول ﴿أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾.
وعن سعيد بن المسيب: قوله: ﴿وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ﴾، قال: هم الذين صلّوا القبلتين جميعًا. وقال الشعبي: هم الذين بايعوا بيعة الرضوان.
قال ابن جرير: (وأما الذين اتبعوا المهاجرين والأنصار بإحسان، فهم الذين أسلموا وسلكوا منهاجهم في الهجرة والنصرة وأعمال الخير). انتهى.
﴿رَّضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ فيا ويل من سبّهم وأبغضهم، وقد أخبر الله أنه راضٍ عنهم. والله أعلم.
* * *


الصفحة التالية
Icon