وقال البغوي: قوله تعالى: ﴿وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ﴾، أي: مع المرافق، وأكثر العلماء على أنه يجب غسل المرفقين.
وقوله تعالى: ﴿وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ﴾ في الصحيحين عن عمرو بن يحيى المازني عن أبيه: (أن رجلاً قال لعبد الله بن زيد: هل تستطيع أن تريني كيف كان رسول الله - ﷺ - يتوضأ؟ فقال عبد الله بن زيد: نعم، فدعا بوضوء، فأفرغ على يديه فغسل يديه مرتين مرتين، ثم مضمض واستنشق ثلاثًا، وغسل وجهه ثلاثًا، ثم غسل يديه مرتين إلى المرفقين، ثم مسح رأسه بيديه، فأقبل بهما وأدبر، بدأ بمقدم رأسه، ثم ذهب بهما إلى قفاه ثم ردّهما حتى رجع إلى المكان الذي بدأ منه، ثم غسل رجليه).
وقوله تعالى: ﴿وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ﴾، أي: واغسلوا أرجلكم مع الكعبين. وعن ابن عباس أنه قرأها: فامسحوا برؤسكم وأرجلَكم بالنصب، وقال: عاد الأمر إلى الغسل. وعن ابن مسعود قال: خلّلوا الأصابع بالماء لا تخلّلها النار. وفي الحديث عن النبي - ﷺ - أنه قال: «أسبغوا الوضوء، ويلٌ للأعقاب من النار». رواه مسلم، زاد البيهقي: «وبطون الأقدام». وعن حذيفة: (أن النبي - ﷺ - أتى سباطة قوم فبال قائمًا ثم توضأ ومسح على خفيه). متفق عليه.


الصفحة التالية
Icon