وقوله تعالى: ﴿وَقَالَ اللهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً﴾، عن مجاهد في قوله: ﴿وَعَزَّرْتُمُوهُمْ﴾. قال: نصرتموهم؛ وقال ابن زيد: التعزير والتوقير: الطاعة والنصرة.
قال ابن جرير: وأما قوله: ﴿وَأَقْرَضْتُمُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً﴾، فإنه يقول: وأنفقتم في سبيل الله، وذلك في جهاد عدوه وعدوكم.
قوله تعالى: ﴿لأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ﴾. قال في جامع البيان: ﴿لأُكَفِّرَنَّ﴾ جواب القسم، سدَّ مسدَّ جواب الشرط.
وقال البغوي في قوله تعالى: ( ﴿وَلَقَدْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً وَقَالَ اللهُ إِنِّي مَعَكُمْ﴾ ناصركم على عدوكم؛ ثم ابتدأ الكلام فقال: ﴿لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ﴾ يا معشر بني إسرائيل،... ﴿وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ﴾، أي: أخطأ قصد السبيل، يريد طريق الحق، وسواءُ كلِّ شيء: وسطُه). انتهى ملخّصًا.
وقوله تعالى: ﴿فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ﴾، عن قتادة:
﴿فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ﴾، يقول: فبنقضهم ميثاقهم لعناهم. وقال ابن عباس: هو ميثاق أخذه الله على أهل التوراة فنقضوه. ﴿وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً﴾، أي: يابسة لا تلين.