عن ابن عباس: ﴿أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا﴾ فهذا مثل ضربه الله احتملت منه القلوب على قدر يقينها وشكّها، فأما الشكّ فلا ينفع معه العمل، وأما اليقين فينفع الله به أهله، وهو قوله: ﴿فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء﴾ وهو الشكّ، ﴿وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ﴾ وهو اليقين، كما يجعل الحلي في النار فيؤخذ خالصه، ويترك خبثه في النار، فكذلك يقبل الله اليقين ويترك الشكّ. وقال مجاهد: هما مثلان للحق والباطل. وقال عطاء: ضرب الله مثلاً للحق والباطل، فضرب مثل الحق كمثل السيل الذي يمكث في الأرض، وضرب مثل الباطل كمثل الزبد الذي لا ينفع الناس.
وقوله تعالى: ﴿لِلَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى﴾، قال قتادة: هي الجنة ﴿وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْاْ بِهِ أُوْلَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ﴾. قال النخعي: ﴿سُوءُ الْحِسَابِ﴾ أن يحاسب الرجل بذنبه كله لا يغفر له منه شيء، ﴿وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ﴾.
قال ابن جرير: يقول: وبئس الفراش والوطاء جهنم التي هي مأواهم يوم القيامة. والله أعلم.
* * *


الصفحة التالية
Icon