عن مجاهد في قول الله تعالى: ﴿مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَناً﴾ تسكنون فيه. وعن ابن عباس: ﴿أَثَاثاً﴾، قال: يعني بالأثاث: المال، ﴿وَمَتَاعاً إِلَى حِينٍ﴾، يعني: زينة، يقول: ينتفعون به ﴿إِلَى حِينٍ﴾، قال قتادة: إلى أجل وبُلْغَة. ﴿وَاللهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلاَلاً﴾ قال: الشجر ﴿وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَاناً﴾، يقول: غيرانًا. ﴿وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ﴾ من القطن والكتان والصوف.
قال البغوي: قال أهل المعاني: أراد الحر والبرد فاكتفى بذكر أحدهما لدلالة الكلام عليه. ﴿وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ﴾، يعني: الدروع ولباس الحرب. وقال عطاء: إنما أنزل القرآن على قدر معرفتهم فقال: ﴿وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَاناً﴾ وما جعل لهم من السهول أكثر وأعظم، ولكنهم كانوا أصحاب جبال.
وقوله تعالى: ﴿يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ﴾، قال ابن جريج: قال عبد الله بن كثير: يعلمون أن الله خلقهم، وأعطاهم ما أعطاهم، فهو معرفتهم نعمته، ثم إنكارهم إياها كفرهم بعد.
وقال ابن كثير: أي: يعرفون أن الله تعالى هو المسدي إليهم ذلك، وهو المتفضّل به عليهم، ومع هذا ينكرون ذلك، ويعبدون معه غيره، ويسندون النصر والرزق إلى غيره.
* * *


الصفحة التالية
Icon