وعن ابن عباس في قوله ﴿إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا﴾ قال: حائط من نار، ﴿وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ﴾، قال: هو ماء غليظ مثل درديّ الزيت. وقال الضحاك: ماء جهنم أسود. وهي: سوداء. وشجرها أسود، وأهلها سود. وقال سعيد بن جبير: المهل هو: الذي قد انتهى حره. وعن أبي أمامة عن النبي - ﷺ - في قوله: ﴿وَيُسْقَى مِن مَّاء صَدِيدٍ يتجرّعه﴾، قال: «يقرّب إليه فيتكرهه، فإذا قرّب منه شوى وجهه ووقعت فروة رأسه، فإذا شرب قطع أمعاءه، يقول الله: ﴿وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ﴾. رواه ابن جرير.
وعن مجاهد: ﴿وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً﴾، قال: مجتمعًا.
وقال ابن كثير: ﴿وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً﴾ أي: وساءت النار نزلاً ومَقِيلا، ومجتمعًا، وموضعًا للارتفاق. كما في الآية الأخرى: ﴿إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا﴾.
قوله عز وجل: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً (٣٠) أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ
لما ذكر تعالى حال الأشقياء، ثنى بذكر السعداء، الذين آمنوا بالله ورسله وعملوا بما أمروهم به.الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً (٣١) ﴾.
قال ابن كثير: والأرائك: جمع أريكة، وهي السرر تحت الحَجَلة، والحجلة كما يعرفه الناس في زماننا هذا: بالبشخانة. والله أعلم.