الخصومة. خصومة القوم لأنبيائهم وردّهم عليهم ماجاءوا به. وفي الصحيحين عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول - ﷺ - طرقه، وفاطمة بنت رسول الله - ﷺ - ليلة فقال: «ألا تصليان» ؟ فقلت: يا رسول الله إنما أنفسنا بيد الله، فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا، فانصرف حين قلت ذلك ولم يُرجع إليّ شيئًا، ثم سمعته وهو مولّ يضرب فخذه ويقول: « ﴿وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً﴾ ».
وقوله تعالى: ﴿وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ﴾، أي: في إهلاكهم إن لم يؤمنوا، ﴿أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلاً﴾، قال ابن عباس: عيانًا. وقال مجاهد: فجأة، أي: ما منعهم من الإيمان إلاَّ طلبهم أن يشاهدوا العذاب الذي وعدوا به عيانًا.
وقوله تعالى: ﴿وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ﴾، أي: قبل العذاب، ﴿وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُواً﴾.
قوله عز وجل: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَن يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً (٥٧) وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُوا مِن دُونِهِ مَوْئِلاً (٥٨) وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِداً (٥٩) ﴾.
وعن قتادة في قوله: ﴿وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ﴾، أي: نسي ما سلف من الذنوب وعن ابن عباس قوله: ﴿لَّن يَجِدُوا مِن دُونِهِ مَوْئِلاً﴾، يقول: ملجأ. وعن مجاهد: قوله: ﴿لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِداً﴾، قال: أجلاً.
* * *


الصفحة التالية
Icon