قوله عز وجل: ﴿لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضاً قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذاً فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٦٣) ﴾.
قال ابن عباس: كانوا يقولون: يا محمد، يا أبا القاسم، فنهاهم الله عن ذلك إعظامًا لنبيّه، قال: فقولوا: يا نبيّ الله، يا رسول الله. وقال قتادة في قوله: ﴿قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذاً﴾، يعني: لِوَاذاً عن نبي الله وعن كتابه.
وقوله تعالى: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ﴾، قال ابن كثير: أي: في قلوبهم من كفر أو نفاق أو بدعة، ﴿أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾، أي: في الدنيا بقتل، أو حدّ، أو حبس، أو نحو ذلك.
قوله عز وجل: ﴿أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٦٤) ﴾.
قال ابن كثير: (قد) للتحقيق كما قال قبلها: ﴿قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذاً﴾. قال ابن جرير: ﴿وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ﴾، يقول:
ويوم يرجع إلى الله الذين يخالفون عن أمره، ﴿فَيُنَبِّئُهُم﴾، يقول: فيخبرهم حينئذٍ ﴿بِمَا عَمِلُوا﴾ في الدنيا ثم يجازيهم على ما أسلفوا فيها من خلافهم ﴿وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾.
* * *