وقال ابن كثير: يقول تعالى: ﴿أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ﴾ أي: بما خلق من الدلائل السماوية والأرضيّة، كما قال تعالى:... ﴿وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ﴾.
وقوله تعالى: ﴿أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ﴾، أي: بعد الموت،... ﴿وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ﴾ بالمطر والأرض بالنبات، ﴿أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ﴾ حجّتكم على قولكم أن مع الله إلهًا آخر، ﴿إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾ في ذلك، وقد علم أنه لا حجّة لهم ولا برهان، كما قال تعالى: ﴿وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ﴾.
وقوله تعالى: ﴿قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ﴾.
قال البغوي: نزلت في المشركين حيث سألوا رسول الله - ﷺ - عن وقت قيام الساعة. ﴿وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ﴾، متى ﴿يُبْعَثُونَ﴾.
وقال ابن كثير: يقول تعالى آمرًا رسوله - ﷺ - أن يقول معلّمًا لجميع الخلق أنه لا يعلم أحد من أهل السماوات والأرض الغيب إلا الله عز وجل.
وقوله تعالى: ﴿وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ﴾، أي: وما يشعر الخلائق
الساكنون في السماوات والأرض بوقت الساعة، كما قال تعالى: ﴿ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً﴾. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: من زعم أنه يعلم - تعني النبي - ﷺ - ما يكون في غد، فقد أعظم على الله الفرية، لأن