قوله عز وجل: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْراً (٨٣) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً (٨٤) فَأَتْبَعَ سَبَباً (٨٥) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْماً قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً (٨٦) قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَاباً نُّكْراً (٨٧) وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْراً (٨٨) ﴾.
عن ابن عباس قوله: ﴿وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً﴾، يقول: علمًا، ﴿فَأَتْبَعَ سَبَباً﴾، يعني: بالسبب المنزل. وقال مجاهد: منزلاً وطريقًا ما بين المشرق، والمغرب.
قال ابن كثير: يسر الله له الأسباب. أي: الطرق، والوسائل إلى فتح الأقاليم وكسر الأعداء. وقال وهب بن منبه: سخَّر الله له النور، والظلمة فجعلهما جندًا من جنوده. ورُوي عن عليّ رضي الله عنه: سخّر له السحاب، ومدت له الأسباب، وبسط له النور، وأحب الله وأحبه.
قال بعض المفسرين: والسبب في اللغة: الحيل، والمراد ها هنا: كل ما يتوصّل به إلى المقصود من علم أو قدرة أو آلة.
وقال البخاري: باب قول الله تعالى: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ﴾ إلى قوله: ﴿سَبَباً﴾، قال الحافظ: في إيراد المصنف ترجمة ذي القرنين قبل إبراهيم إشارة إلى توهين قول من زعم أنه الإسكندر اليوناني.


الصفحة التالية
Icon