وقوله تعالى: ﴿كَذَلِكَ﴾، أي: كما حكم في القوم الذين هم عند مغرب الشمس حكم في هؤلاء، ﴿وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْراً﴾.
قال البغوي: يعني: بما عنده ومعه من الجند والعدة والآلات ﴿خُبْراً﴾ أي: علمًا.
قوله عز وجل: ﴿ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً (٩٢) حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْماً لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً (٩٣) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً (٩٤) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ
بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً (٩٥) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً (٩٦) فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً (٩٧) ﴾.
وعن قتادة في قوله: ﴿بَيْنَ السَّدَّيْنِ﴾، قال: هما جبلان. قال أبو عبيدة: السدّ إذا كان بخلق الله فهو بضم السين، وإذا كان من عمل العباد فهو بالفتح. قال بعض المفسرين: والردم أكبر من السد.
وقال ابن كثير في (البداية والنهاية) : أما السد فقد تقدم أن ذا القرنين بناه من الحديد، والنحاس، وساوى به الجبال الصم، الشامخات الطوال. فلا يعرف على وجه الأرض بناء أجلّ منه ولا أنفع للخلق منه في أمر دنياهم. قال البخاري: وقال رجل للنبي - ﷺ -: رأيتُ السدّ قال: «وكيف رأيته» ؟ قال: مثل: البُرْدِ المُحَبَّرِ. فقال: «رأيته». وعن قتادة قال: ذكر لنا أن رجلاً قال: يا نبي الله: قد رأيت سد يأجوج ومأجوج. قال: «انعْته» قال: كأنه البُرْدُ المُحَبَّر طريقة سوداء، وطريقة