البغوي. وعن عمرو بن مرة
قال: ما مررت بآية من كتاب الله لا أعرفها إلا أحزنني لأني سمعت الله تعالى يقول: ﴿وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ﴾.
وقوله تعالى: ﴿خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ﴾.
قال البغوي: أي: للحق وإظهار الحق، ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ﴾ في خلقها، ﴿لَآيَةً﴾ لدلالة، ﴿لِّلْمُؤْمِنِينَ﴾ على قدرته وتوحيده.
قوله عز وجل: ﴿اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (٤٥) ﴾.
عن ابن عباس قوله: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ﴾، يقول: في الصلاة منتهى ومزدجر عن معاصي الله؛ وقال: من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد بصلاته من الله إلا بعدًا.
وعن عبد الله بن ربيعة قال: قال عبد الله بن عباس: هل تدري ما قوله: ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾، قال: قلت: نعم، التسبيح، والتحميد، والتكبير في الصلاة، وقراءة القرآن ونحو ذلك، قال: لقد قلت قولاً عجبًا وما هو كذلك، ولكنه إنما يقول: ذكر الله إياكم عند ما أمر به أو نهى عنه إذا ذكرتموه، أكبر من ذكركم إياه. وعن ابن عون في قول الله: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ﴾ والذي أنت فيه من ذكر الله أكبر.
وعن ابن عباس في قوله: ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾، قال: لها وجهان: ذكر الله أكبر مما سواه، وذكر الله إياكم أكبر من ذكركم إياه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: والصحيح أن الصلاة فيها مقصودان عظيمان