إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً (١١٠) }.
عن قتادة: قوله: ﴿قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي﴾ إذًا:... ﴿لَنَفِدَ﴾ ماء البحر، ﴿قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ﴾ الله وحكمه.
وقوله تعالى: ﴿وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً﴾.
قال ابن كثير: أي: بمثل البحر، آخر ثم آخر. وهلمّ جرًّا بحور تمدّه ويكتب بها لما نفدت كلمات الله كما قال تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾.
وقوله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ﴾، أي: فإني لا أعلم الغيب إلا ما أطلعني الله عليه من خبر أصحاب الكهف وذي القرنين وغير ذلك.
﴿يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾، قال ابن عباس: علّم الله رسوله التواضع لئلا يزهو على خلقه، فأمره الله أن يقرّ فيقول: أنا آدميّ مثلكم إلا أني خُصِّصْتُ بالوحي، وأكرمني الله به ﴿فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً﴾.
قال ابن جرير: فمن يخاف ربه يوم لقائه ويراقبه على معاصيه ويرجو ثوابه على طاعته، ﴿فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً﴾، يقول: فليخلص له العبادة وليفرد له الربوبية.
وعن سعيد بن جبير: ﴿فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ﴾، قال: ثواب ربه.
قال البغوي: فالرجاء يكون بمعنى الخوف والأمل جميعًا.
وقوله تعالى: ﴿وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً﴾، قال سفيان: لا يرائي. وعن أبي هريرة عن النبي - ﷺ - يرويه عن الله عز وجل أنه قال: «أنا خير الشركاء، فمن عمل عملاً أشرك فيه غيري فأنا بريء منه هو والذي... أشرك». رواه أحمد.
* * *