توبته واستغفاره، فوهب الله له ما سأل فتمّ ملكه. وعن قتادة: ﴿فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاء حَيْثُ أَصَابَ﴾ قال: سريعة طيّبة، ليست بعاصفة ولا بطيئة. وقال ابن زيد: الرخاء الليّنة. وعن ابن
عباس: ﴿تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاء﴾ قال: يعني بالرخاء المطيعة ﴿حَيْثُ أَصَابَ﴾ يقول: حيث أراد. انتهى عليها. وعن قتادة: ﴿وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاء وَغَوَّاصٍ﴾ قال: يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل ﴿وَغَوَّاصٍ﴾ يستخرجون الحليّ من البحر ﴿وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ﴾، قال: مردة الشياطين في الأغلال.
وعن الحسن في قوله: ﴿هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾، قال: المُلك الذي أعطيناك، فأعط ما شئت وامنع ما شئت، فليس عليك تبعة ولا حساب. ﴿وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ﴾.
قال ابن كثير: لما ذكر تبارك وتعالى ما أعطى سليمان عليه الصلاة والسلام في الدنيا، نبّه تعالى على أنه ذو حظ عظيم عند الله يوم القيامة أيضًا فقال تعالى: ﴿وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ﴾، أي: في الدار الآخرة.
* * *


الصفحة التالية
Icon