هُدًى وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ (٥٤) فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (٥٥) }.
عن السدي: قول الله ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ قد كانت الأنبياء المؤمنون يقتلون في الدنيا وهم منصورون، وذلك أن نلك الأمة التي تفعل ذلك بالأنبياء والمؤمنين لا تذهب حتى يبعث الله قومًا فينتصر بهم لأولئك الذين قتلوهم. وعن قتادة: ﴿وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾ من ملائكة الله وأنبيائه والمؤمنين به.
وقوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى﴾ قال مقاتل: الهدى من الضلالة. يعني: التوراة. ﴿وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ هُدًى وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ﴾، أي: العقول السليمة، ﴿فَاصْبِرْ﴾، يا محمد على أذى قومك، ﴿إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ﴾ وسينصرك عليهم ويظهر دينه ﴿وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ﴾ قال البغوي: هذا تعبد من الله ليزيده به درجة وليصير سنة لمن بعده ﴿وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ﴾.
* * *


الصفحة التالية
Icon