وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى (٤٧) إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَن كَذَّبَ وَتَوَلَّى (٤٨) }.
قال ابن كثير: وقوله: ﴿وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي﴾، أي: اصطفيتك واجتبيتك رسولاً، ﴿لِنَفْسِي﴾، أي: كما أريد، وأشاء. وعن ابن عباس قوله: ﴿وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي﴾ لا تبطئا. وقال مجاهد: لا تضعفا. وقال ابن زيد: الواني هو الغافل المفرط. وعن السدي: ﴿فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً﴾، قال: كَنَّياه.
وعن ابن عباس قوله: ﴿لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾، يقول: هل يتذكر أَوْ يَخْشَى.
وقال ابن كثير: أي: لعله يرجع عما هو فيه من الضلال والهلكة. ﴿أَوْ يَخْشَى﴾، أي: يوجد طاعة من خشية ربه.
قال البغوي: فإن قيل: كيف قال: ﴿لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ﴾ وقد سبق في علمه أنه لا يتذكّر ولا يُسْلِم؟ قيل: معناه اذهبا على رجاء منكما وطمع، وقضاء الله وراء أمركما.
وقال ابن زيد في قوله: ﴿إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَى﴾، قال: نخاف أن يعجل علينا إذ نبلّغه كلامك وأمرك، ﴿يَفْرُطَ﴾ ويعجل،
وقرأ: ﴿لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى﴾. وقال ابن جرير: ﴿وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى﴾، يقول: والسلامة لمن اتبع هدى الله، وهو بيانه. وعن قتادة قوله: ﴿أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَن كَذَّبَ وَتَوَلَّى﴾ عن طاعة الله.
قوله عز وجل: {قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى (٤٩) قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (٥٠) قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى (٥١) قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي


الصفحة التالية
Icon