حتى نناجز القوم»، ودعا الناس إلى البيعة فكانت بيعة الرضوان تحت الشجرة، فكان الناس يقولون: بايعهم رسول الله - ﷺ - على الموت، فكان جابر بن عبد الله يقول: إن رسول الله - ﷺ - لم يبايعنا على الموت، ولكن بايعنا على أن لا نفر فبايع رسول الله - ﷺ - الناس ولم يتخلف عنه أحد من المسلمين حضرها إلا الجد بن قيس أخو بني سلمة كان جابر بن عبد الله يقول: لكأني أنظر إليه لاصقًا بإبط ناقته قد اختبأ إليها يستتر بها من الناس؛ ثم أتى رسول الله - ﷺ - أن الذي ذكر من أمر عثمان باطل. رواه ابن جرير.
عن جابر قال: كنا يوم الحديبية ألفًا وأربعمائة فَبَايَعْنَا رسول الله - ﷺ - على أن لا نفر، ولم نبايعه على الموت، قال: فبايعناه كلنا إلا الجد بن قيس. وعن قتادة: قوله: ﴿فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ﴾ أي: الصبر والوقار، ﴿وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً﴾ وهي خيبر ﴿وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا﴾، قال البغوي: من أموال يهود خيبر ﴿وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً﴾، وعن مجاهد: قوله: ﴿وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا﴾، قال: المغانم الكثيرة التي وعدوا: ما يأخذونها إلى اليوم. ﴿فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ﴾، قال: عجل لكم خيبر. وعن قتادة: ﴿وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنكُمْ﴾ عن بيوتهم وعيالهم بالمدينة حين ساروا إلى الحديبية وإلى خيبر ﴿وَلِتَكُونَ آيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ﴾ يقول: وذلك آية للمؤمنين: كف أيدي الناس عن عيالهم ﴿وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً﴾. وعن الحسن:
﴿وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا﴾ قال: هي فارس والروم. وقال قتادة: بلغنا أنها: مكة، ﴿وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً﴾.
قوله عز وجل: {وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلَا نَصِيراً (٢٢) سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً (٢٣) وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ


الصفحة التالية
Icon