الشيطان».
﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ﴾ قال البغوي: لأثمتم وهلكتم. قال قتادة: هؤلاء أصحاب نبي الله - ﷺ -، لو أطاعهم نبي الله - ﷺ - ﴿فِي كَثِيرٍ مِّنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ﴾ فأنتم والله أسخف رأيًا وأطيش عقولاً، اتهم رجل رأيه وانتصح كتاب الله، فإن كتاب الله ثقة لمن أخذ به وانتهى إليه، وإنما سوى كتاب الله تغرير. وقال ابن زيد في قوله: ﴿وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ﴾، قال: حببه إليهم وحسنه في قلوبهم، ﴿وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ﴾، قال: الكذب ﴿وَالْعِصْيَانَ﴾ قال: عصيان النبي - ﷺ - ﴿أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ﴾ من أين كان هذا؟ قال: ﴿فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً﴾، قال: والمنافقون سماهم الله أجمعين في القرآن: الكاذبين، قال: والفاسق الكاذب في كتاب الله كله. وقال ابن كثير: ﴿وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ﴾ وهي الذنوب الكبار، ﴿وَالْعِصْيَانَ﴾ وهي جميع المعاصي، وهذا تدريج لكمال النعمة.
قوله عز وجل: ﴿وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ
الْمُقْسِطِينَ (٩) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (١٠) ﴾.
قال ابن عباس: فإن الله سبحانه أمر النبي - ﷺ - والمؤمنين إذا اقتتلت طائفتان