عكرمة في قوله: ﴿وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ﴾ هو الرجل للرجل: يا فاسق، يا منافق.
قال ابن كثير: قوله جل وعلا: ﴿بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ﴾ أي: بئس الصفة والاسم الفسوق، وهو التنابز بالألقاب - كما كان أهل الجاهلية يتداعون - بعدما دخلتم في الإسلام وعقلتموه. ﴿وَمَن لَّمْ يَتُبْ﴾، أي: من هذا ﴿فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾.
وعن ابن عباس: قوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ﴾ يقول: نهى الله المؤمن أن يظن بالمؤمن شرًا، ﴿إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ﴾، قال سفيان الثوري: الظن ظنان: أحدهما: إثم. وهو: أن تظن وتتكلم به، والآخر ليس بإثم وهو: أن تظن ولا تتكلم. وعن ابن عباس:... ﴿وَلَا تَجَسَّسُوا﴾ قال: نهى الله المؤمن أن يتبع عورات المؤمنين. وقال مجاهد: خذوا ما ظهر لكم ودعوا ما ستر الله.
وقوله تعالى: ﴿وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً﴾. عن أبي هريرة قال: سئل رسول الله عن الغيبة قال: «ذكرك أخاك بما يكره»، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: «إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته». رواه ابن جرير وغيره. وعن ابن عباس: قوله: ﴿وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً﴾ ؟ قال: حرم الله على المؤمن أن يغتاب المؤمن بشيء كما حرم الميتة. وعن قتادة: ﴿أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ﴾، يقول: كما أنت كاره لو وجدت جيفته مُدوّدة أن تأكل
منها فكذلك فاكره غيبته وهو حي ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ﴾ وعن ابن عمر أن رسول الله - ﷺ - قال: «يا أيها الناس! إن الله تعالى قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وتعاظمها بآبائها، فالناس رجلان: رجل: بر تقي كريم على الله تعالى، ورجل: فاجر


الصفحة التالية
Icon