فخسروهم ﴿أَلَا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُّقِيمٍ﴾. وعن السدي: ﴿مَا لَكُم مِّن مَّلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ﴾ تلجؤون إليه، ﴿وَمَا لَكُم مِّن نَّكِيرٍ﴾، يقول: من عز تعتزون. وعن قتادة: قوله: ﴿يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ﴾ قادر والله ربنا على ذلك أن يهب للرجل ذكورًا ليست معهم أنثى وأن يهب للرجل ذكرانًا وإناثًا فيجمعهم له جميعًا ﴿وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيماً﴾ لا يولد له ﴿إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ﴾.
قوله عز وجل: ﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (٥١) وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (٥٢) ﴾.
قال ابن كثير: هذه مقامات الوحي بالنسبة إلى جناب الله عز وجل وهو: أنه تبارك وتعالى يقذف في روع النبي - ﷺ - شيئًا لا يتمارى فيه أنه من الله عز وجل، كما جاء في صحيح ابن حبان عن رسول الله - ﷺ - أنه قال: «إن روح القدس نفث في روعي أن نفسًا لن تموت حتى تستكمل رزقها وأجلها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب».
وقوله تعالى: ﴿أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ﴾ كما كلم موسى عليه الصلاة والسلام فإنه سأل الرؤية بعد التكليم فحجب عنها؛ وفي الصحيح أن رسول الله - ﷺ - قال