قال البغوي: ﴿أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ﴾، يعني: تثيرون من الأرض وتلقون فيها من البذور، ﴿أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ﴾ تنبتونه ﴿أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ﴾ المنبتون؟ وعن حجر المنذريّ أنه كان إذا قرأ: ﴿أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ﴾ وأمثالها ويقول: بل أنت يا رب. ﴿لَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَاهُ
حُطَاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ﴾
، قال الكسائي: هو تلهّف على ما فات، وهو من الأضداد. وقال ابن كثير: أي: لو جعلناه حطامًا لظلتم تفكّهون في المقالة، تنوّعون كلامكم فتقولون تارة: إنا لمغرمون، وتارة تقولون: بل نحن محرومون. قال البغوي: والغرام: العذاب. وقال الضحاك، وابن كيسان: غرمنا أموالنا وصار ما أنفقنا غرمًا علينا، والمغرم الذي ذهب ماله بغير عوض، وهو قوله: ﴿بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ﴾ محدودن ممنوعون، أي: حُرِمْنا ما كنا نطلبه من الربح في الرزق. وقال ابن زيد: المزن: السحاب. وقال الحسن: ﴿أُجَاجاً﴾ مرًّا. وقال ابن عباس شديد الملوحة.
وعن قتادة: قوله: ﴿أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ * أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِؤُونَ * نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً﴾ للنار الكبرى. ذكر لنا أن نبيّ الله - ﷺ - قال: «ناركم هذه التي توقدون جزء من سبعين جزءًا من نار جهنم». قالوا: يا نبي الله إن كانت لكافية. قال: «قد ضُربت بالماء ضربتين لينتفع بها بنو آدم ويدنوا منها». ﴿وَمَتَاعاً لِّلْمُقْوِينَ﴾، قال: للمرمل المسافر. وعن مجاهد: ﴿وَمَتَاعاً لِّلْمُقْوِينَ﴾ للمستمتعين: المسافر، والحاضر، لكلّ طعام لا يصلحه إلا النار. وقال ابن زيد: المقوي: الجائع.


الصفحة التالية
Icon