الزنا، لأن النهي عن الزنا قد تقدم ذكره، بل المراد منه أن تلتقط مولودًا وتقول لزوجها: هذا ولدي منك؛ فهو البهتان المفترى بين أيديهنّ وأرجلهنّ، لأن الولد إذا وضعته الأم سقط بين يديها ورجليها.
وعن ابن عباس: قوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ﴾، يعني: من مات من الذين كفروا فقد يئس الأحياء من الذين كفروا أن يرجعوا إليهم، أو يبعثهم الله. وقال الحسن: الكفار الأحياء قد يئسوا من الأموات. وعن مجاهد في قوله: ﴿قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ﴾، قال: من ثواب الآخرة، حين تبيّن لهم عملهم وعاينوا النار. قال ابن كثير: ينهى تبارك وتعالى عن موالاة
الكافرين في آخر هذه السورة كما نهى عنها في أولها فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ﴾، يعني: اليهود والنصارى وسائر الكفار، ممن غضب الله عليه ولعنه، فكيف توالوا منهم وتتخذونهم أصدقاء وأخلاءً و ﴿قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ﴾، أي: من ثواب الآخرة ونعيمها في حكم الله عز وجل.
* * *


الصفحة التالية
Icon