فيسأل ربه الكرّة فلا يُعطاها؟ فقال رجل: أما تتّقي الله؟ يسأل المؤمن الكرّة؟ قال: نعم، أقرأ عليكم قرآنًا؟ فقرأ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ * وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن
قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ﴾
، قال: أؤدّي زكاة مالي.
﴿وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ﴾، قال: أحجّ، فقال الرجل: فما الذي يوجب عليّ الحجّ؟ قال: راحلة تحمله، ونفقة تبلغه. وقال الضحاك في قوله: ﴿لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ﴾، إلى آخر السورة: هو الرجل المؤمن، نزل به الموت وله مال كثير لم يزكّه ولم يحجّ منه ولم يعط منه حقّ الله يسأل الرجعة عند الموت ليتصدّق من ماله ويزكّي، قال الله: ﴿وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾، قال ابن جرير: يقول: والله ذو خبرة وعلم بأعمال عبيده هو يجمعها، محيط لا يخفى عليه شيء، وهو مجازيهم بها، المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته.
* * *


الصفحة التالية
Icon