كلّ واحدة منهنّ خمسمائة عام، وفوق السبع السماوات الماء والله جلّ ثناؤه فوق الماء، لا يخفى عليه شيء من أعمال بني آدم، والأرض سبع وبين كلّ أرض خمسمائة عام)، وغلظ كلّ أرض خمسمائة عام. وعن مجاهد قوله: ﴿يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ﴾، قال: بين الأرض السابعة إلى السماء السابعة.
قال ابن كثير: وقوله تعالى: ﴿وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ﴾ أي: سبعًا أيضًا، كما ثبت في الصحيحين: «من ظلم قيد شبر من الأرض طوّقه من سبع أرضين». وفي صحيح البخاري: «خسف به إلى سبع
أرضين». ومن حمل ذلك على سبعة أقاليم، فقد أبعد النجعة، وأغرق في النزع وخالف القرآن والحديث.
قال البغوي: ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ﴾ في العدد، ﴿يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ﴾ بالوحي من السماء السابعة إلى الأرض السفلى. قال أهل المعاني: هو ما يدبّر فيهنّ من عجيب تدبيره، فينزل المطر، ويخرج النبات، ويأتي بالليل والنهار، والصيف والشتاء، ويخلق الحيوان على اختلاف هيئاتها وينقلها من حال إلى حال. وقال قتادة: في كلّ أرض من أرضه وسماء من سمائه خلق من خلقه، وأمر من أمره، وقضاء من قضائه. ﴿لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا﴾ فلا يخفى عليه شيء.
* * *