يقول: تباعًا، ﴿فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ﴾. وفي الصحيحين: «نُصرت بالصّبا، وأهلكت عاد بالدبور».
﴿فَهَلْ تَرَى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ﴾ ؟ قال ابن كثير: أي: هلّ تحسّ منهم من أحد من بقاياهم أو من ينتسب إليهم؟ بل بادوا عن آخرهم، ولم يجعل الله لهم خلفًا. وعن قتادة: قوله: ﴿وَجَاء فِرْعَوْنُ وَمَن قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ﴾ قرية قوم لوط ﴿بِالْخَاطِئَةِ﴾ قال مجاهد: الخطايا... ﴿فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ﴾ قال ابن كثير: أي: كلّ كذّب رسولّ الله إليهم، ﴿فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَّابِيَةً﴾ قال ابن عباس: يعني: أخذة شديدة. وعن قتادة: قوله: ﴿إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاء حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ﴾ ذاكم زمن نوح طغى الماء على كلّ شيء خمس عشرة ذراعًا بقدر كلّ شيء. قال ابن زيد: والجارية سفينة نوح التي حملهم فيها ﴿لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً﴾ قال قتادة: فأبقاها الله تذكرة وعبرة وآية حتى نظرت إليها أوائل هذه الأمة وكم من سفينة قد كانت بعد سفينة نوح قد صارت رمادًا ﴿وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ﴾ إن غفلت عن الله فانتفعت بما سمعت من كتاب الله.
وقال ابن كثير: ﴿إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاء حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ﴾ وهي السفينة الجارية على وجه الماء ﴿لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً﴾ عاد الضمير على
الجنس لدلالة المعنى عليه، أي: وأبقينا لكم من جنسها ما تركبون على تيّار الماء في البحار، كما قال تعالى: ﴿وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * وَخَلَقْنَا لَهُم مِّن مِّثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ﴾.


الصفحة التالية
Icon