عزين» ؟ قال البغوي: والعزين: جماعات في تفرقة، واحدتها عزة.
﴿أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ﴾، قال ابن عباس: معناه: أيطمع كل رجل منهم أن يدخل جنتي كما يدخلها المسلمون ويتنعم فيها، وقد كذب نبيّي؟ ﴿كَلَّا﴾ لا يدخلونها؛ ثم ابتدأ فقال: ﴿إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّمَّا يَعْلَمُونَ﴾ أي: من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة، نبه الناس على أنهم خلقوا من أصل واحد، وإنما يتفاضلون ويستوجبون الجنة بالإيمان والطاعة. وعن قتادة: قوله: ﴿إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّمَّا يَعْلَمُونَ﴾ إنما خلقت من قذر يا ابن آدم، فاتق الله. ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ * عَلَى أَن نُّبَدِّلَ خَيْراً مِّنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ﴾ ما يفوتنا منهم أحد، وعن ابن عباس في قوله: ربّ المشارق والمغارب، قال: «إن الشمس تطلع كل سنة في ثلاثمائة وستين كوة، تطلع كل يوم في كوة، لا ترجع إلى تلك الكوة إلا ذلك اليوم من العام المقبل، ولا تطلع إلا وهي كارهة، تقول: رب لا تطلعني على عبادك، فإني أراهم يعصونك».
﴿فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ * يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعاً كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ﴾ عن قتادة: ﴿يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ﴾، أي: من القبور، ﴿سِرَاعاً كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ﴾، قال: إلى علم يسعون، ﴿خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ﴾، قال ابن كثير: أي: في مقابلة ما استكبروا في الدنيا عن الطاعة، ﴿ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ﴾، قال قتادة: ﴿ذَلِكَ الْيَوْمُ﴾ يوم القيامة ﴿الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ﴾.


الصفحة التالية
Icon