قوله عز وجل: ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى (١) أَن جَاءهُ الْأَعْمَى (٢) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (٣) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى (٤) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (٥) فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى (٦) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (٧) وَأَمَّا مَن جَاءكَ يَسْعَى (٨) وَهُوَ يَخْشَى (٩) فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى (١٠) كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (١١) فَمَن شَاء ذَكَرَهُ (١٢) فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ (١٣) مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ (١٤) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (١٥) كِرَامٍ بَرَرَةٍ (١٦) ﴾.
عن ابن عباس: قوله: ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَن جَاءهُ الْأَعْمَى﴾، قال: بينما رسول الله - ﷺ - يناجي عتبة بن ربيعة، وأبا جهل بن هاشم، والعباس بن عبد المطلب، وكان يتصدّى لهم كثيرًا رجاء أن يؤمنوا، فأقبل إليه رجل أعمى يقال له: عبد الله بن أم مكتوم يمشي وهو يناجيهم، فجعل عبد الله يستقرىء النبي - ﷺ - آية من القرآن وقال: يا رسول الله علمني مما علّمك الله فأعرض عنه رسول الله - ﷺ - وعبس في وجهه وتولّى، وكره كلامه وأقبل على الآخرين، فلما قضى رسول الله - ﷺ - وأخذ ينقلب إلى أهله، أمسك الله بعض بصره ثم خفق برأسه، ثم أنزل الله: ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَن جَاءهُ الْأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى * أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى﴾. فلما نزل فيه أكرمه رسول الله - ﷺ - وكلّمه وقال له: «ما حاجتك؟ هل تريد من شيء» ؟ وإذا ذهب من عنده قال له: «
هل لك حاجة في شيء»
؟ وذلك لما أنزل الله: ﴿أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى * فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى * وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى﴾.


الصفحة التالية
Icon