حِسَاباً يَسِيراً * وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً}، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله - ﷺ -: «من نوقش الحساب عذب»، فقلت: يا رسول الله أفليس قال الله: ﴿فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً﴾ قال: «ليس ذاك بالحساب، ولكن ذلك العرض، من نوقش الحساب يوم القيامة عذب». متفق عليه. وعن قتادة: ﴿وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً﴾، قال: إلى أهل أعد الله لهم في الجنة.
وعن مجاهد: قوله: ﴿وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاء ظَهْرِهِ﴾، قال: يجعل يده من وراء ظهره، ﴿فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً * وَيَصْلَى سَعِيراً﴾، قال ابن جرير: وقوله: ﴿فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً﴾ يقول: فسوف ينادي بالهلاك وهو أن يقول: واثبوراه واويلاه ﴿إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً﴾ قال قتادة: أي: في الدنيا، ﴿إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ﴾ أن لن ينقلب، يقول: أن لن يبعث. قال البغوي: ثم قال: ﴿بَلَى﴾، أي: ليس كما ظن، بل يحور إلينا ويبعث، ﴿إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيراً﴾ من يوم خلقه إلى أن بعثه.
قوله عز وجل: ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ (١٦) وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ (١٧) وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (١٨) لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبَقٍ (١٩) فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (٢٠) وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ (٢١) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُكَذِّبُونَ (٢٢) وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ (٢٣) فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ
أَلِيمٍ (٢٤) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (٢٥) ﴾.
عن ابن عباس: ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ﴾ قال: هو الحمرة التي تبقى في الأفق بعد غروب الشمس ﴿وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ﴾ وما جمع ﴿وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ﴾ يقول: إذا استوى. ﴿لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبَقٍ﴾ يقول: حالاً بعد حال. قال ابن زيد: الآخرة بعد