يقول: اخرجوا بنا إلى كناسة حتى ننظر إلى الإبل كيف خلقت.
وقوله تعالى: ﴿وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ﴾ أي: عن الأرض حتى لا ينالها شيء يغيرها، كما قال تعالى: ﴿أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ﴾ ؟ وعن قتادة: ﴿وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ﴾ تصاعد إلى الجبل الصخر عامة يومك فإذا أفضيت إلى أعلاه أفضيت إلى عيون متفجرة وثمار متهدلة ثم لم تحرثه الأيدي ولم تعمله نعمة من الله وبلغة إلى أجل، ﴿وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ﴾، أي: بسطت، يقول: أليس الذي خلق هذا بقادر على أن يخلق ما أراد في الجنة؟
﴿فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ * لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ * إِلَّا مَن تَوَلَّى وَكَفَرَ * فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ﴾ قال ابن كثير: أي: فذكر يا محمد الناس بما أرسلت به إليهم، فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب. ولهذا قال: ﴿لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ﴾ قال ابن عباس: يقول: لست عليهم بجبار.
وعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله - ﷺ -: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوا: لا إله إلا الله عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله، - ثم قرأ -: ﴿إنما أنت مذكر * لست عليهم بمسيطرٍ﴾ ». رواه ابن جرير وغيره.
وعن مجاهد: قوله: ﴿إِلَّا مَن تَوَلَّى وَكَفَرَ﴾، قال: حسابه على الله ﴿فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ﴾، قال ابن جرير: وهو عذاب جهنم. وعن قتادة: ﴿إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ﴾، يقول: إن إلى الله الإياب وعليه الحساب.
* * *