دَسَّاهَا} قال: آثمها وأفجرها. وقال الحسن: أهلكها وأضلها وحملها على المعصية.
قال ابن القيم: (وهذا يستلزم القول الأول، فإن العبد إذا زكى نفسه ودساها، فإنما يزكيها بعد تزكية الله لها بتوفيقه وإعانته، وإنما يدسيها بعد تدسية الله لها بخذلانه والتخلية بينه وبين نفسه، فتضمنت الآيتان الرد على القدرية والجبرية). انتهى ملخصًا.
قوله عز وجل: ﴿كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا (١١) إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا (١٢) فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا (١٣) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا (١٤) وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا... (١٥) ﴾.
قال ابن زيد في قوله: ﴿كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا﴾ قال: بطغيانهم وبمعصيتهم. ﴿إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا﴾ قدار بن سالف. قال النبي - ﷺ -:... «انبعث لها رجل عزيز عارم منيع في رهطه مثل أبي زمعة». رواه ابن جرير وغيره. وعن قتادة في قوله: ﴿إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا﴾، يعنى: أحيمر ثمود. ﴿فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا﴾ قسم الله الذي قسم لها من هذا الماء، ﴿فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا﴾ أي: فجعل العقوبة نازلة عليهم على السواء.
﴿وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا﴾ قال الحسن: لا يخاف الله من أحد تبعة في إهلاكهم وعن أبي الطفيل قال: (قالت ثمود لصالح: ائتنا بآية إن كنت
من الصادقين، فقال لهم صالح: اخرجوا إلى هضبة من الأرض، فخرجوا فإذا هي تمتخض كما


الصفحة التالية
Icon