والذي خلق الذكر والأنثى. قال أبو عمرو: وأهل مكة يقولون للرب: سبحان ما سبحت له.
وعن قتادة: قوله: ﴿إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى﴾، يقول: لمختلف؛ قال وقع القسم ها هنا: ﴿إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى * فَأَمَّا مَن أَعْطَى﴾ حق الله واتقى محارم الله التي نهى عنها ﴿وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى﴾ أي: بالمجازاة على ذلك. وقال ابن عباس: ﴿وَصَدَّقَ﴾ بالخلف من الله. وقال مجاهد: بالجنة. ﴿فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى﴾ قال ابن عباس: يعني: للخير. قال ابن القيم: (فسرت الحسنى: بلا إله إلا الله، وبالجنة، وبالخلف، وهي ترجع إلى أفضل الأعمال وأفضل الجزاء، فرجع التصديق بالحسنى إلى التصديق بالإيمان وجزائه). انتهى ملخصًا.
﴿وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى﴾ أي: بخل بماله، واستغنى عن ربه عز وجل، ﴿وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى﴾ أي: بالجزاء في الدار الآخرة ﴿فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى﴾ أي: لطريق الشر ﴿وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى﴾ قال قتادة: إذا تردى في النار. وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله - ﷺ - في جنازة في بقيع الغرقد، فأتى رسول الله - ﷺ - فقعد وقعدنا حوله ومعه مخصرة، فنكس فجعل ينكت بمخصرته ثم قال: «ما منكم من واحد وما من نفس منفوسة، إلا كتب مكانها من الجنة والنار - أو - إلا قد كتبت شقية أو سعيدة». فقال رجل: يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل؟ فمن كان منا من أهل السعادة فسيصير إلى أهل السعادة، ومن كان منا من أهل الشقاء فسيصير إلى أهل الشقاء. فقال: «أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشقاء فييسرون إلى عمل أهل الشقاء - ثم قرأ -: ﴿فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى﴾ ». رواه الجماعة. وفي