قال الكلبي: كذلك أفعل بمن عصاني ﴿وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ﴾ يعني: بني إسرائيل ﴿فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ﴾ وذلك أن المؤمن إذا مات تبكي عليه السماء والأرض أربعين صباحًا وهؤلاء لم يكن يصعد لهم عمل صالح فتبكي السماء على فقدهم ولا لهم على الأرض عمل صالح فتبكي الأرض عليهم. ثم ساق بسنده عن أنس بن مالك عن النبي - ﷺ - أنه قال: «ما من عبد إلا له في السماء بابان: باب يخرج منه رزقه، وباب يدخل فيه عمله، فإذا مات فقداه وبكيا عليه، - ثم تلا -: ﴿فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ﴾ » لم ينظروا حين أخذهم
العذاب لتوبة ولا لغيرها ﴿وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ﴾ قتل الأبناء، واستحياء النساء، والتعب في العمل، ﴿مِن فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِياً مِّنَ الْمُسْرِفِينَ * وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ﴾، يعني: مؤمني بني إسرائيل ﴿عَلَى عِلْمٍ﴾، بهم، ﴿عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ على عالمي زمانهم ﴿وَآتَيْنَاهُم مِّنَ الْآيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاء مُّبِينٌ﴾، قال قتادة: نعمة بينة من فلق البحر وتظليل الغمام وإنزال المن والسلوى والنعم التي أنعمها عليهم. وقال ابن زيد: ابتلاهم بالرخاء والشدة وقرأ: ﴿وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً﴾. انتهى ملخصًا. والله أعلم.
* * *


الصفحة التالية
Icon