قُرَيْشٍ * إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاء وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ} أي: لئلا يغيّر شيئًا من حالهم التي كانوا عليها، لما أراد الله بهم من الخير لو قبلوه، فلما ردّ الله الحبشة عن مكة وأصابهم بما أصابهم من النقمة،
أعظمت العرب قريشًا وقالوا: هم أهل الله، قاتل الله عنهم وكفاهم مؤونة عدوّهم، فقالوا: في ذلك أشعارًا، فقال عبد الله بن الزبعريّ:
تنكلوا عن بطن مكة إنها | كانت قديمًا لا يرام حريمها |
لم تخلق الشعرى ليالي حرمت | إذ لا عزيز من الأنام يرومها |
سائل أمير الجيش عنها ما رأى | ولسوف يُنْبي الجاهلين عليمُها |
ستون ألفًا لم يؤوبوا أرضهم | ولم يعش بعد الإِياب سقيمُها |
كانت بها عادٌ وجُرْهُمُ قبلهم | والله من فوق العباد يُقيمها |
فقوموا فصلّوا ربّكم وتمسّحوا | بأركان هذا البيت بين الأخاشب |
فعندكم منه بلاء مصدّقٌ | غداة أبا يكسوم هادي الكتائب |
كتيبة بالسهل تمشي ورجله | على القاذفات في رؤوس المناقب |
فلما أتاكم نصر ذي العرش ردّهم | جنودُ المليك بين سافٍ وحاصِب |
فولّوا سراعًا هاربين ولم يؤب | إلى أهله ملحبش غير عاصب |
* * *