رآه في وجهه قطّ). قال مقاتل والكلبيّ: كان في وتد عقد عليه إحدى عشرة عقدة؛ وقيل: كانت العقد مقرونة بالإِبر، فأنزل الله هاتين السورتين، وهي إحدى عشرة آية، كلّما قرأ آية انحلّت عقدة، حتى انحلّت العقد كلّها، فقام النبيّ - ﷺ - كأنما نشط من عقال.
وساق بسنده عن أبي سعيد أن جبريل عليه السلام أتى النبيّ - ﷺ - فقال: (يا محمد اشتكيت؟ قال: «نعم». قال: بسم الله أرقيك، من كلّ شيء يؤذيك، من شرّ كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، بسم الله أرقيك).
قوله عز وجل: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (١) مَلِكِ النَّاسِ (٢) إِلَهِ النَّاسِ (٣) مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (٤) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (٥) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (٦) ﴾.
قال ابن كثير: هذه ثلاث صفات من صفات الربّ عزّ وجلّ: الربوبية، والملك، والإِلهية، فهو ربّ كلّ شيء ومليكه وإلهه، فجميع الأشياء مخلوقة له، مملوكة عبيد له، فأمر المستعيذ أن يتعوّذ بالمتّصف بهذه الصفات من شرّ الوسواس الخنّاس وهو: الشيطان الموكل بالإِنسان، فإنه ما من أحد من بني آدم إلا وله قرين يزيّن له الفواحش ولا يألوه جهدًا في الخبال، والمعصوم من عصمه الله.
وعن ابن عباس في قوله: ﴿الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ﴾، قال: (الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا سها وغفل وسوس، وإذا ذكر الله خنس). وقال قتادة: يعني: الشيطان يوسوس في صدر ابن آدم ويخنس إذا ذكر الله.