رَّحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}، قال قتادة: انقطعت الأسباب يومئذٍ بابن آدم وصار الناس إلى أعمالهم، فمن أصاب يومئذٍ خيرًا سعد به آخر ما عليه، ومن أصاب يومئذٍ شرًا شقي به آخر ما عليه.
قوله عز وجل: ﴿إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (٤٣) طَعَامُ الْأَثِيمِ (٤٤) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (٤٥) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (٤٦) خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاء الْجَحِيمِ (٤٧) ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ (٤٨) ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (٤٩) إِنَّ هَذَا مَا كُنتُم بِهِ تَمْتَرُونَ... (٥٠) ﴾.
عن همام بن الحارث أن أبا الدرداء كان يقرئ رجلاً: ﴿إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ﴾ فقال: طعام اليتيم، فقال أبو الدرداء: قل: إن شجرة الزقوم طعام الفاجر. وعن ابن عباس في قوله: ﴿كَالْمُهْلِ﴾ ماء غليظ كدردي الزيت؛ وعنه: أنه رأى فضة قد أذيبت فقال: هذا المهل. وعن مجاهد قوله: ﴿خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ﴾، قال: خذوه فادفعوه، ﴿إِلَى سَوَاء الْجَحِيمِ﴾، قال قتادة: وسط النار. وعن عكرمة قال: لقي رسول الله - ﷺ - أبا جهل - لعنه الله - فقال: «إن الله تعالى أمرني أن
أقول لك: ﴿أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى﴾ »
، قال: فنزع ثوبه من يده وقال: ما تستطيع لي أنت ولا صاحبك من شيء، ولقد علمت أني أمنع أهل البطحاء وأنا العزيز الكريم، قال: فقتله الله تعالى يوم بدر وأذله وعيره بكلمته وأنزل: ﴿ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ﴾. قال البغوي: ﴿إِنَّ هَذَا مَا كُنتُم بِهِ تَمْتَرُونَ﴾ تشكون فيه ولا تؤمنون به.
قوله عز وجل: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (٥١) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (٥٢)


الصفحة التالية
Icon