في الصلاة فنظرت(١) حتى سلَّم فلما سلَّم لبَّبْته(٢) بردائي، فقلت: من أقرأك هذه السورة التي أسمعك تقرأها؟ قال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه(٣)، فقلت له: كذبت؛ فوالله إنَّ رسول الله صلى الله عليه له أقرأني هذه السورة التي تقرأها، قال: فانطلقت أقوده إلى النبي صلى الله عليه فقلت: يا رسول الله إنِّي سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها وأنت أقرأتني سورة الفرقان، قال: فقال النبي عليه السلام: ((أرسله يا عمر، اقرأ يا هشام))، فقرأ عليه القراءة التي سمعتُ، فقال النبي عليه السلام: ((هكذا أنزلت))، ثم قال لي: ((اقرأ يا عمر))، فقرأت القراءة التي أقرأني رسول الله صلى الله عليه ثم قال: ((هكذا أنزلت))، ثم قال النبي صلى الله عليه: ((إن القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤا منه ما تيسر))اهـ(٤).
هكذا روى الأندرابي الحديث عن شيخه حامد بن أحمد، ونفس الإسناد والمتن في الكتاب المطبوع(٥).
(٢) - يقال: لبَّبه تلبيباً: جمع ثيابه في الخصومة ثم جره إليه. القاموس والتاج (لبب).
(٣) - كذا في جميع الخطوط بدون ((وسلم))، قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: عبارة: ((صلى الله عليه)) طريقة العلماء المتقدمين في عصر الشافعي وقبله. الرسالة: ٢٥.
(٤) - انظر: فتح الباري: ٩/٢٣٠.
(٥) - انظر: المباني: ٢٠٧، الإيضاح: ق ٨/ أ و ب.