١٨- قال الأندرابي [ق ٣٩/ب]: أخبرني أبو محمد قال: أخبرنا أبو عبد الله قال:... سمعت ابن عباس يقول: قلت لعثمان بن عفان: ما حملكم على أن عمدتم إلى ((براءة)) وهي من المائين وإلى ((الأنفال)) وهي من المثاني فجعلتموها في السبع الطول ولم تكتبوا بينهما بسطر ((بسم الله الرحمن الرحيم))؟ فقال عثمان: كان النبي صلى الله عليه مهما ينزل عليه الآية فيدعوا بعض من كان يكتب له ويقول له: ((ضع الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا))، وينزل عليه الآية والآيتان فيقول مثل ذلك، وكانت ((الأنفال)) من أول ما أنزل عليه بالمدينة وكانت ((براءة)) من آخر ما أنزل من القرآن وكانت قصتها شبيهة بقصتها فظننت أنها منها، فمن هناك وضعتها في السبع الطول(١) ولم أكتب بينهما ((بسم الله الرحمن الرحيم))(٢).
١٩- قال الأندرابي [ق ٤١/ب]: أخبرني الشيخ العالم الزاهد أبو محمد حامد بن أحمد بن جعفر بن بسطام رحمه الله قال: أخبرنا الشيخ الإمام أبو عبد الله محمد بن الهيصم قال:... عن قتادة قال: أنزلت صحف إبراهيم لثلاث مضين ليال من رمضان، وأنزلت التوراة لست ليال مضين من رمضان، وأنزل الزبور لاثني عشرة ليلة مضين من رمضان، وأنزل الإنجيل لثماني عشرة ليلة من رمضان، وأنزل الفرقان لأربع وعشرين من رمضان، قال إبراهيم: وسمعت قتادة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه: أعطيت السبع الطول مكان التوراة، والمائين مكان الإنجيل، والمثاني مكان الزبور، وفضِّلت بالمفصل.
وعنهم... عن أبي الجلد قال: نزلت صحف إبراهيم في أول ليلة من رمضان، وذكر نزول التوراة والإنجيل والقرآن على نحو ما قال قتادة اهـ

(١) - انظر: المباني: ٤٠.
(٢) - الأحاديث المختارة: ١/٤٩٤، وقال: إسناده حسن، وانظر: المستدرك: ٢/٢٤١.


الصفحة التالية
Icon