يقول أنمار: لو جمع بين القولين بتقسيم السكون إلى أصلي أقوى من الهمز وعارض أدنى منه لبلغ في الحسن غايته ومعلوم أنهما ليسا بقوة واحدة فقد قال العلامة السمنودي:
أقوى المدود لازم فما اتصل........ فعارض فذو انفصال فبدل
وبنفس الترتيب لكن بدأ بالأدنى الشيخ عبد الرحمن عيون السود في تغريده فقال:
إن جاء بمد أكثر من*** سبب فلنأخذ بالأقوى
ونفكر بالمعنى نسمو ** ونطبق نحيا في تقوى
فمن الأدنى نحو الأعلى ** لا يضبطها إلا الحازم
بدل منفصل فالعارض ** فالمتصل ثم اللازم
اهـ وانظر شرح القاعدة في النشر لابن الجزري والله أعلم )
[أنواع المدود الـ ٢٢ ]
وأنواع المد كثيرة أنهاها بعضهم إلى عشرة وبعضهم إلى أربعة عشر وبعضهم إلى ستة عشر وبعضهم إلى عشرين وبعضهم إلى أربعة وثلاثين، وحاصل ما ذكروه يرجع إلى أنها اثنان وعشرون نوعا
(النوع الأول)
المد المتصل
وهو: ما اجتمع فيه حرف المد والهمزة في كلمة وتقدم حرف المد نحو جاء، وغيض الماء، وعن سوء، وسمي بذلك لاتصال حرف المد وسببه وهو الهمز، ويسمى مد البنية، لأن الكلمة بنيت على المد، والمد الواجب لإجماع القراء على مده وإن تفاوتوا في قدره.
(النوع الثاني)
المد المنفصل
وهو: ما اجتمع فيه حرف المد والهمزة في كلمتين نحو: بما أنزل، وقالوا آمنا، في أنفسكم،
سمي بذلك لانفصال حرف المد عن سببه، ويسمى مد البسط، لأنه يبسط بين الكلمتين بساطا فيفصل به بينهما، ويسمى أيضا مد الفصل، ومد حرف لحرف، ومدا جائزا، سواء كان الإنفصال حقيقيا بأن كان حرف المد ثابتا لفظا ورسما كما مثل أو حكميا بأن كان حرف المد ثابتا لفظا لا رسما، نحو: يأيها، أمره إلى، به إلا، ونحو: عليكم أنفسكم، عند من وصل الميم.
(النوع الثالث)
مد الروم
وهو: ما جاء فيه حرف المد قبل همزة مسهلة، نحو: هاأنتم، على قراءة من سهل همزة أنتم، وأدخل ألفا قبلها، سمي بذلك لأن القارئ، يروم بعده الهمزة فلا يأتي بها محققة.