التاسع : أن المخرج المنصوص عليه للضاد في الكتب المعروفة المتداولة ليس إلاّ للضاد الشبيهة / بالظاء المعجمة، لا للطائية، فإنهم قالوا في معرفة مخرج الحرف ١٠ أ أن تسكنه وتدخل عليه همزة وصل، وتنظر أين ينتهي الصوت، فحيث انتهى فثم مخرجه، مثلا تقول :( اب )، فتجد الشفتين قد أطبقت إحداهما على الأخرى، وهو مخرج الباء، وإذا نطقت بالضاد الطائية، وفعلت ما تقدم ذكره، لا تجد الصوت ينتهي إلاّ إلى طرف اللسان، وأعلى الحنك، وهو مخرج الدال والظاء والثاء، ولم نر أنّ أحدا ذكر أنّ مخرج الضاد من هذا المحل، بل ما ذكرناه لها من المخرج مذكور في كتب لا تُحصى في علم القراءة والنحو، مثل كتب الإمام العلاّمة ابن الجزري، والإمام الشاطبي، والعلامة الجعبري، والشيخ أبو محمد المكي، والشيخ جمال الدين ابن مالك، وابن معطي، وابن الحاجب، والزمخشري، وأبي حيان، وغيرهم، وما نُقل عن الخليل أنها شجرية فسيجيء الكلام عليه إن شاء الله تعالى.
...... فإن قيل : نحن نروي هذه الضاد الطائية بالمشافهة عن الشيوخ الراوين لها عن شيوخهم بالأسانيد المتصلة بأئمة القرّاء البالغ إلى النبي ﷺ، قلنا لا عبرة بالرواية المخالفة للدراية / إذ شرط قبول القراءة أن توافق١٠ ب العربية، وقد بيّنا مخالفتها لما تواتر في كتب العربية والقراءة، قال الأستاذ أبو حيان في شرح التسهيل : إنما ذكر النحويون صفات الحروف لفائدتين : إحداهما لأجل الإدغام ثم قال : والفائدة الثانية وهي الأولى في الحقيقة بيان الحروف العربية حتى ينطق مَنْ ليس بعربي بمثل ما ينطق العربي، فهو كبيان رفع الفاعل، ونصب المفعول، فكما أنّ نصب الفاعل، ورفع المفعول لحن في اللغة العربية، كذلك النطق بحروفها مخالفة مخارجها، لما روي من العرب في النطق بها لحن أيضا، وتفصيل هذا الجواب، لا يليق بهذا الكتاب.


الصفحة التالية
Icon