... وهذه التي تتمتها اثنين وأربعين، جيدها ورديئها أصلها التسعة والعشرين، لا تتبين إلا بالمشافهة، إلا أن الضاد الضعيفة تتكلف من الجانب الأيمن، وإن شئت تكلفتها من الجانب الأيسر وهو أخف، لأنها من حافة اللسان مطبقةٌ، لأنك جمعت في الضاد تكلف الإطباق مع إزالته عن موضعه، وإنما جاز هذا فيها لأنك تحولها من اليسار إلى الموضع الذي في اليمين، وإنما تخالط مخرج غيرها بعدخروجها مستطيلة، حتى تخالط حروف اللسان، فسهل تحويلها إلى الأيسر ؛ لأنها تصير في حافة اللسان في الأيسر، إلى مثل ما كانت في الأيمن، ثم تنسل من الأيسر حتى تتصل بحروف اللسان كما كانت كذلك في الأيمن.
... قال المفسِّر : أمّأ التسعة والعشرون حرفا فهي معروفة، لا تحتاج إلى التفسير، وأمّا النون الخفيفة فإنه يريد النون الساكنة، التي مخرجها من الخيشوم / نحو ١٩ ب النون في منك، وعنك، ومن زيد، ورأيت في كتاب أبي بكر مبرمان في الحاشية الرواية الخفيفة، وقد يجب أن تكون الخفيفة لأن التفسير يدل عليه، وإنما تكون هذه النون من الخيشوم مع خمسة عشر حرفا من حروف الفم، وهي :
القاف، والكاف، والجيم، والشين، والضاد، والصاد، والزاي، والسين، والطاء، والدال، والتاء، والظاء، والثاء، والفاء.
... وهي متى كانت ساكنة، وبعدها حرف من هذه الحروف، فمخرجها من الخيشوم، لا علاج على الفم في إخراجها، وكذلك يتبينها السامع، ولو نطق بها ناطق، وبعدها حرف منهذه الحروف، ومدّ أنفه لبان اختلالها.