والصاد التي كالسين، فيما ذكروه، كأنها كانت في الأصل صادا، فقربها بعض مَن تكلّم بها من السين، لأن السين والصاد من مخرج واحد، والطاء التي كالتاء، مثل الظاء التي كالثاء، والباء التي كالفاء هي كثيرة في لغة الفرس وغيرهم من العجم، وهي على لفظين أحديهما لفظ الباء، والآخر لفظ الفاء أغلب عليه من الباء، وقد جعل حرفين من حروفهم سوى الباء والفاء المخلصتين، قال المفسر وأظن أن الذين تكلموا بهذه الأحرف المسترذلة من العرب خالطوا العجم فأخذوا من لغتهم، قال سيبويه إلا أن الضاء الضعيفة تتكلف من الجانب الأيمن، وإن شئت تكلفتها من الجانب الأيسر، وهي أخف الخ...
وإنما قال وهي أخف ؛ لأن الجانب الأيمن قد اعتاد الضاد الصحيحة، وإخراج الضعيفة من موضع قد اعتاد الصحيحة أصعب من إخراجها من موضع لم بعتد الصحيحة، قال المفسر : ويجيء على قياس ما عدّ سيبويه الحروف أكثر من اثنين/ وأربعين ٢٣ ب حرفا، لأنه ذكر بعد تفصيل الاثنين والأربعين حرفا الشين التي كالزاي، والجيم التي كالزاي في باب قبيل آخر الكتاب.
ويدخل في هذه اللام المفخمة في اسم الله تعالى في لفة أهل الحجاز، ومَنْ يليهممن العرب، ومَن يليهممن ناحية العراق إلى الكوفة وبغداد.
ورلأينا مَن يتكلم بالقاف بين القاف والكاف، فيأتي بمثل لفظ الكاف التي بين الجيم والكاف، والجيم التي كالكاف.
قال : والحروف العربية ستة عشر مخرجا :
فللحلق منها ثلاثة ٌ.
وأقصاها مخرجاً : الهمزة والهاء والألف.
ومن أوسط الحلق مخرج العين والحاء.
وأدناها مخرجاً من الفم : الغين والخاء.
ومن أقصى اللسان وما فوقه من الحنك الأعلى مخرج القاف.
ومن أسفل من موضع القاف من اللسان قليلاً ومما يليه من الحنك الأعلى مخرج الكاف.
ومن وسط اللسان، بينه وبين الحنك الأعلى مخرج الجيم والشين والياء
ومن بين أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس مخرج الضاد.


الصفحة التالية
Icon