... ومنها : الاستعلاء، وهو ارتفاع اللسان إلى الحنك الأعلى عند اللفظ، وهو لغة العلو، فسمِّيت به تجوّزا، كما في ليل نائم، قيل : ويجوز أن يكون / تسميتها به ٤ ب لخروج صوتها من جهة العلو، وكل ما جاء من عال فهو مستعلٍ، وضده الاستفال، وهو انحطاط اللسان على الحنك عند اللفظ، وهو لغة الانخفاض.
... ومنها : الإطباق وهو تلاقي طابقي اللسان والحنك الأعلى عند اللفظ، وهو أبلغ من العلو، ولغة التلاصق والتساوي، وفيه أيضا تجوّز ؛ لأن المطبق إنما هو اللسان والحنك، وأمّا الحرف فهو مطبق عنده، واختُصر، فقيل مطبق، كما قيل للمشترك فيه مشترك، ومثله كثير، وضده الانفتاح، وهو تجافي كل واحد منها عن الآخر، ولغة الافتراق.
... ومنها : الإصمات، والمصمتة حروف لا تنفرد في كلمة رباعية أو خماسية، كأنهم لمّا لم يجعلوها منطوقا بها أصمتوها، أي جعلوها صامتة، أو أصمت المتكلمون أنْ يجعلوا منها رباعيا أو خماسيا، وضدها المذلقة، وهي ستة حروف، جمعت في قولك ( مر بنفل ) سميت به لخروجها من ذلق اللسان والشفة، أي طرفها، والذلاقة السرعة في النطق، ولخفتها لا تخلو منها كلمة رباعية أو خماسية إلاّ شاذة، أو دخيلة / في العربية ٥ أ كعسجد، وعسطوس.
... هذه الصفات المتضادة التي لا يخلو حرف عنها، وبقي صفات تختص ببعض الحروف، ومنها : الصتم، والصتم ما عدا حروف الحلق، سمِّيْت بها لتمكنها في خروجها من الفم، واستحكامها فيه، ولم تسم الحلقية به ؛ لعدم تمكنها ببعد حيّزها.
... ومنها : التفخيم، وهو تسمين الحرف، وضده الترقيق لنحافته.
... ومنها : الأصالة، وهو كون الحرف جزء الكلمة، ويقابَل بفَعَلَ، وتتكرر لام المنيف ولمعرفتها طرق في التصريف، وضدها الزيادة، وهي بخلافها، وبسط الكلام عليها في غير هذا المحل.
... ومنها : الشجرية، وهي كونها تخرج من شجر الفم، أي مفرجه ومفتحه.