ومنهم الشيخ جمال الدين ابن مالك، عمل نحو ستين بيتا كالحريري، أولها :
... بسبق شين أو الجيم استبانة ظاء... أو كاف أو لام أيضا كاكظ ملتمظا
والأديب الأوحد محمد بن أحمد بن جابر الهواري، نظم قصيدة بديعة في الفرق بينهما، قال الشهاب القسطلاني : لم يسبق إلى مثلها، ولم ينسج أحد فيما / ٦ ب علمت (١) على منوالها، وأولها.
... حمد الإله أجل ما يتكلم...... بدءً به فله الثناء الأدوم
... وعلى النبي الهاشمي وآله... أزكى صلاة عرفها يتنسم
والصاحب ابن عباد ألّف في الفرق بينهما كتابا نحو ثلاثمائة ورقة، ثم اختصره في نحو عشر (٢) أوراق، وغير هؤلاء جمع كثير، أعرضنا عن ذكرهم خوف الإطالة ولهذا اقتصرنا من كلامهم على أول مقالة، فيا ليت شعري، لولا التشابه بينهما لفظا، والالتباس حتى خفي الفرق بينهما على كثير من الناس لما (٣) كان هذا الجم الغفير يتعبون القلم، ويسودون القرطاس.
الثاني : أنّ الضاد ليست في لغة الترك، بل مخصوصة باللغة العربية، كما أشار إليه أبو الطيب في قوله (٤) :
...... وَبِهِم فَخرُ كُلِّ مَن نَطَقَ الضا دَ وَعَوذُ الجاني وَعَوثُ الطَريدِ
... ودلّ عليه قول الأستاذ أبي حيان في كتاب له في اللغة التركية : حروف المعجم في هذا اللسان ثلاثة وعشرون حرفا، وسنسردها، وعن الضاد جرّدها، ثم قال : ومتى وجد في بعض الكلام حرف غير هذه فيعلم أنّ تلك الكلمة غير / تركية ٧ أ بل منقولة من لغة غيرها، وقال الشهاب القدسي (٥) في شرح ألفية ابن معطي بعد ذكر مخرج الضاد، وهو من خواص اللغة العربية، لا يوجد في غيرها، وقال الإمام البرهان الجعبري في كتاب عقود الجمان :
...... والعرب خصَ بضادها وتطثّرت...... بالظاء والثاء والدال فاستمعان
(٢) كتبت : عشرة.
(٣) كتبت لم.
(٤) من الخفيف، التبيان في شرح الديوان ١/٣٢٣
(٥) شهاب الدين أحمد بن محمد القدسي الحنبلي المتوفى سنة ٧٢٨هـ. كشف الظنون، ص ١٥٥