توضيح معنى "مقتضى الحال"، ومفهومه لدى الدَّارسين :
المقتضى هو الاعتبار المعين الذي يستدعي مجيء الكلام على صفة مخصوصة مناسبة للحال، كالتأكيد في حال الإنكار أو التردد مثلاً(١)[٣]).
ولا شكَّ أنَّ هذا المقتضى يتغيَّر بتغيّر المناسبة أو المقام، فاعتبار الكلام اللائق بمقام ما يختلف عن الاعتبار اللائق بآخر(٢)[٤]).
وقد يتوهم السامع أن الحال شيء متعلق بورود الكلام على خصوصية معينة في زمن معين. وأن المقام هو المكان الذي قيل فيه، ولكن الحقيقة غير ذلك إذ إن الحال والمقام شيء واحد(٣)[٥])، والاختلاف يكون في الاستعمال.
"فالمقام يستعمل مضافًا للمقتضيات فيقال : مقام التأكيد مثلاً والحال يستعمل كثيرًا مضافًا للمقتضى فيقال حال الإنكار فالإضافة بيانية"(٤)[٦]).
ويشرح مؤلف معجم البلاغة العربية ذلك قائلاً :"والحال هو الأمر الداعي للمتكلم إلى أن يعتبر مع الكلام الذي يؤدي به أصل المراد خصوصية ما، وتلك الخصوصية هي مقتضى الحال"(٥)[٧]) أي أن يؤدَّى الكلام بسمات معيَّنة مناسبة للمقام أو الحال الذي يلقى فيه ذلك الكلام.
(٢) نفسه، ص١٢٦ (مواهب الفتاح في شرح تلخيص المفتاح لابن يعقوب المغربي) (بتصرُّف).
(٣) نفسه، ص١٢٦ (نفسه) (بتصرُّف).
(٤) نفسه، نفس الصفحة.
(٥) معجم البلاغة العربية، د. بدوي طبانة، ص٨٤، ط(٣) مزيدة ومنقحة، دار المنارة للنشر (جدة)، دار الرفاعي للنشر (الرياض).