قلت: وكذلك العدل في الحكم، قال تعالى: ﴿ يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ (١).
وفي حديث عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - ﷺ - :«إن المقسطين عند الله على منابر من نور على يمين الرحمن – عز وجل – وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا» (٢).
* * *
المبحث الثاني: التحري الدقيق قبل الحكم
يجب على الحاكم أو نائبه أو المصلح بين الناس أن يتحرى الدقة في القضية بين الخصوم فينظر في ملابساتها ولا يستعجل في الحكم حتى لا يندم، ولهذا قال تعالى: ﴿ يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾، وفي قراءة: ﴿ فتثبتوا ﴾ ﴿ أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ... نَادِمِينَ ﴾ (٣).
قال ابن كثير رحمه الله: يأمر تعالى بالتثبت في خبر الفاسق ليحتاط له لئلا يحكم بقوله فيكون في نفس الأمر كاذبًا أو مخطئًا (٤).

(١) سورة المائدة، الآية: ٨.
(٢) أخرجه مسلم ٣/١٤٥٨ (١٨٢٧).
(٣) سورة الحجرات، الآية: ٦.
(٤) كما في تفسيره ٤/٢٠٨.


الصفحة التالية
Icon